دنيا

 الكلّ يجزم بأنّي قحبة .. أمي وأخي وحتى جارنا الذي يبتسم إبتسامة صفراء وكأنه يؤكد التهمة .. لقد شاهدني الجار أشرب كأسا مع صديقي في حانة صغيرة وحميمية جدّا .. لا أتذكر التفاصيل حين راني جارنا لم أخفض الكأس رفعته عاليا وقلت بصوت ماجن : تسقط الرقابة .. تسقط الرقابة .. رقابة الرب والمجتمع ورقابة أمي وهي تفتش في تفاصيلي الصغيرة عن ما يدنني ..

لا أعرف إن كان الجار قد أخبر أحدهم في الحيّ لا يهمني كثيرا ما يهمني حقا كيف سأتصرف للمبيت خارج البيت لقد إستنفذت كل الحيل والأكاذيب . سنة بحالها لم أمارس الجنس .. أنا لا أمارس الجنس أنا أبحث عن نفسي في أجساد أخرى , أتماهى معها تتماهى معي ولم يحدث مرّة أن وجدت نفسي في جسد ما  , حينها إعتزلت الغرام والجنس والبحث عن نفسي في جسد ذكوري .. أنا أحبّ الجنس كثيرا ولكن أحبّ الحبّ أكثر .. الحب والجنس متلازمين لا ينفصلان أبدا , هكذا قال أحد عشاقي الراحلين

علمني وقتها كيف أخلع أخلاقويتي في الفراش وأندفع نحوه بشهوة ودون وجل .. أنا أحبّ الجنس كثيرا وسنة بحالها بقيت دونه أيّ عدل هذا لو تزوجت رجلا وإكتفيت به هل كان للحرمان أن يكون من نصيبي ..

أدعك عيني وأنا أستلم ظرفا بريديا منذ سنوات إنقطعت عني الرسائل لقد عوض الفيسبوك كل أشكال التواصل التقليدية . فتحت الرسالة:

حبيبتي أنا بتونس هذه الأيام , لا أعرف كيف أفاتحك وكيف أفتح قلبك الموصد تجاهي بأقفال النسيان , أرجوك دعينا نتقابل كما كنّا نفعل سابقا ,أضعت كل وسائل التواصل معك ولا أتذكر سوى عنوان بيتك .. مازلت أتذكر قبلات الشوارع والأزقة وأتذكر كيف بكيت حين إنتهينا من الجنس اول مرة هل مازلت تبكين ؟؟ … غفرت لك ما فعلت وأنتظرك هذا رقم هاتفي , أتصلي أرجوك ..

« يا قحبة تعالي »: صوت أمي وهي تواصل صراخها , ماذا أفعل وأنت الوحيدة التي رفضت كل الخطاب ومازالت تبحث عن القحب! قولي ماذا إستفدت من تسكعك ومن فسادك ومن كلّ هذا لقد تعبت منك ..؟

هكذا أمّي منذ أن مات أبي لقد صارت عدوانية أكثر مما سبق وحتى أخي يستغرب عدوانيتها المبالغ فيها .. ربما تشتاق إلى أبي وإلى الفراش والجنس معه .. ثمان وعشرون عاما قضتها أمي مع أبي ولم تغيّره يوما ما ..

لست بمثل صبرها لو كان الأمر لي كنت سأغيّره حتما , كيف لجسدي أن يتحمل الحركات الإعتيادية والروتينية لرجل خبر كل تفاصيل جسدي ولم يخبر كيف يوصلني إلى اللذة القصوى .. ؟ كيف تفعلين هذا هل جننت أم ماذا ؟؟

كان الشرر يتطاير من عينيه, لم يدرك بعد أنّي فعلت ما فعله, لماذا لا يدين نفسه حين أقدم على فعل الخيانة .. كان سليم أفضل عشاقي على الإطلاق رسام وسيم جدّا لا يسكر أبدا حتى وإن شرب البحر الأبيض المتوسط , يقبلني كيفما شاء وفي كل المواضع يدغدغني أحيانا بريشته ويرسم فوقي غيوما وعصافير ثم يضاجعني, يقول إنه في الجنة هنا معي .. لا أعرف ماذا حدث لقد أصبح معجبا بالخلاسيات صاحبات البشرة المختلصة بالحليب والشكولاتة ..

حين عرف دنيا لم ابه بالأمر كثيرا , هي مثل غيرها موديل يرسمه وينتهي الأمر .. كانت دنيا أكثر من موديل , كانت أجمل من أن تختزل بريشته وألوانه, ضاجعها كثيرا وهويرسم تفاصيلها شعر العانة وحتى تلك الشعيرات في الابطين. لا أعرف إن كان قد لحس بطنها أم لا .. سمعت كثيرا عن تأوهها . حدثني حارس الورشة اللئيم عن صراخها .. حارس الورشة كان لئيما بما يكفي أعطيه بضعة سجائر وأحيانا نصف زجاجة النبيذ الأحمر التي لا أكملها عادة ليتحدث عن سليم وفنه,  وأخيرا حدثني عن صراخ الخلاسية …

لم أشعر بالغيرة أبدا , كل ما شعرت به أنّي أشتهي هذه الخلاسية ويجب أن أمارس معها المتعة .. لم تأخذ مني الكثير, الكل يعرفني بأني حبيبة الرسام المجنون حتى هي .. تعرف أني حبيبته . حين جلسنا لأول مرة وبدأنا الحديث في بيتي كانت تنظر مني أن أهددها وأن أبكي وأتوسل أن تتركه .. إنصاعت لقبلاتي المحمومة وللمساتي على جسدها الناعم .. كنت أبحث عني فيها. وجدت متعتها وتمنيت وقتها أن يفعل سليم مع فعلته مع دنيا .. بعدها هجرته وقالت له حبيبتك تتقن الجنس أكثر منك .. جنّ جنونه أما أنا أشعلت سيجارة وقلت له « هل حدثتك بكل التفاصيل؟ لما لا تفعل كما فعلت معها؟ لما لا توصلني إلى النشوة القصوى .. ؟لما لا تفعل معي كما فعلت معها؟…أنا أريد رجلا وقضيبا منتصبا مغروسا في فرجي, أرجوك لنتحدث في الأمر مليا … »

لم يقل سوى أنّي قحبة ولا أستحق حبه وإهتمامه . أنا مازلت قحبة  , أبحث عن نفسي في أجساد الذكور وأتمنى أن يمارس معي ذكر ما ما مارسته مع دنيا الخلاسية .. لن أجيب عن رسالته هكذا جزمت وأنا أغني أغنية الشيخ العفريت  » أنا والله ماذابيا نعيش عيشة الحرية نحب على سرير عالي مكسي بالحرير ».

بقلم خ.م.ف

الصورة : لوحة القيلولة ، منى طراد دباجي

37 Comments

  1. Meskina tokood amorha matjibich un beau bébé fil halal un garçon qui lui dira maman la pauvre prisonnière elle n a pas un cerveau et ne peut être loyal pour un seul mec que dire pour ses comportement av ses amis et amies ça craint une personne pareille on doit fuir une bonne a son maître et puis on la zape que des j aime pour la baiser xd

    J’aime

    1. C’est une femme juste pour infos, 7assitek ta7ki 3la machine à gosses… L’épanuissement d’une femme n’est pas obligatoirement se marier et avoir des enfants.
      PS : je ne connais pas l’auteur et je ne te répond pas pour la baiser (au cas où mokhek 9allek hakka)

      J’aime

    2. Juste pour infos c’est une femme, pas une machine à gosses.
      L’épanouissement d’une femme ne passe pas obligatoirement par se marier et avoir des gosses.
      PS : je ne connais pas l’auteur et je ne te réponds pas pour la baiser (au cas où mokhek 9allek hakka)

      J’aime

  2. إلقحب حق وواجب كل واحد عندو قحبو
    أما الحق قحبك في كتبتك نص مضمون لرسالة عميقة جدا إعاني منها مجتمع نياك (كان جيت انجم نحط مشتق من مشتقات لقحب بش نوصف هل مجتمع راني وصفتو أما حتى لقحاب أشرف منو

    J’aime

  3. لا تونس ولا الهند ولا العالم سيفرح بقحبك عيشي كما شئتي فى احلامك توقفت عند قضيب مغروس في فرجكي، لا تقدمين للعالم و لتونس سوى نشوة ذليلا..

    J’aime

  4. عطيك الصحة … اسلوب جميل جدا … انا ايضا اكتب كثيرا عن الحب و لكني انقطعت عن الكتابة لعدم وجودي شيء يلهمني … لكن بعد قراءة هذه الخاطرة سوف اعيد كتابة ما يستهونديني من حروف و جمل على جسد حبيبتي الجميلة في ليال فرنسا الباردة خارجا و لكن صخب غرفة نومنا و العرق المتصبب منا يكذب ذلك البرد الغير المرئي ….
    شكرا

    J’aime

  5. الحياة هي رحلة وجودية يجب خوض غمارهاكما يجب أن تتعدد تجاربهاالتي تنقسم بين ما هو حسي و ما هو مادي، و الجنس في هذه الرحلة هو تعبير جسدي عن المشاعر، خوضي غمار تجربتك..
    كتابة رائعة و أبهرتني شجاعتك..

    J’aime

  6. عمرو الجنس او البحث على اللذة او انا اسميها الجنه عمرو ما كان قحب القحب هو الكومنتار اللي كاتبو سي yo.
    اذا تحب تجيب صغير تو تجيبوا الحلال و الحرام لا يصبح لهم وجود مع الحرية يا محدود الافكار
    حببتي انت حرة و انا على استعداد ان افتش معك عن ذاتك حول جزاجة نبيذ احمر و اغنية انا ماذا بيا
    سلام و بوسة

    J’aime

  7. ça fait longtemps que je n’ai pas lu un article aussi riche, artistique… et perfetto !!!!

    Chapeau bat !! ça me rappelle vraiment les romains de Hanna Minah que je dévorais quand j’étais petit !!!
    J’espère que tu seras un jour une super écrivaine tunisienne !

    fiche toi des 99% de tunisiens seraient contre ta franchise et contre ces sujets encore tabous dans notre misérable société !

    Bon courage !!
    Et au plaisir de lire d’autres articles !

    J’aime

  8. اختصار الملذة فالقضيب و الفرج… غير كافي … تبديل الزيت واجب منو .. امك حبت بوك وعاشرتو مش رقدت معاه… حبتو مش عجبها النسمة متاعو… امك عجبها بوك.. حست بالي يعمل فيه معاها فالفرش مخمتش الي هيا راقدة معاه بش تشيخ… العشرة و الحب بعيد عاللي تحكي فيه.. وانتي ماكش قحبة.. انتي كيمة الراجل الي يلوج ديمة على علاقة جديدة و شيخة جديدة و لحمة جديدة يتبنن فاها.. ماكش قحبة انتي انسان يلوج في متعتو ما اكثرش… و الرسام كان ينجم يكونلك كيمة كان بوك لأمك.

    J’aime

  9. اختصار الملذة فالقضيب و الفرج… غير كافي … تبديل الزيت واجب منو .. امك حبت بوك وعاشرتو مش رقدت معاه… حبتو مش عجبها النسمة متاعو… امك عجبها بوك.. حست بالي يعمل فيه معاها فالفرش مخمتش الي هيا راقدة معاه بش تشيخ… العشرة و الحب بعيد عاللي تحكي فيه.. وانتي ماكش قحبة.. انتي كيمة الراجل الي يلوج ديمة على علاقة جديدة و شيخة جديدة و لحمة جديدة يتبنن فاها.. ماكش قحبة انتي انسان يلوج في متعتو ما اكثرش… و الرسام كان ينجم يكونلك كيمة كان بوك لأمك

    J’aime

  10. ماكش قحبة .. القحبة هي اللي تبيع روحها للرهوط على جال الفلوس .. عيش حياتك وبول عل الكلاب الكل .. عيش وشيخ وانسى الدنيا الكل محسوب حتى كيف تبدا مسطورة ولابسة الخمار لازم يطلعوا فيها سبة واردوها بيها وعلييها ..

    J’aime

  11. أرى النص في بعده السردي نصا ادبيا رائعا. جمله اسلوبه طريقة الانتقال من شخصة الى شخصية مستعرضة أشكال عدة للمرأة في هذا المجتمع بين الام الممثلة للمرأة التقليدية والفتاة المتحررة الباحثة عن ذاتها في تجارب حسية مختلفة مرورا . بدنيا الباحثة عن اللذة اي كان مصدرها.
    دنيا هو عنوان النص ربما هي الدنيا بما تحمله من تبدل في الاحوال والاوضاع تغيضك يوما وتطاوعك اياما فتكونا احيانا عدوا او غريما لك وان اتقنت استمالتها سحبتها الى فراشك. دنيا الفتاة المطيعة هي ربما القحبة لانها تسلم جسدها بغير ادراك فالدنيا هي القحبة وكاتبتنا او ربما كاتبنا قد جعل من شخصية البطلة او الراويةشخصية قوية ومعيارا لقياس موقع بقية النساء في النص. برافو على جمالية النص وما حمله من ابداع

    J’aime

Laisser un commentaire